كيف ساهم محمد زكريا في تطوير أكاديميات كرة القدم في آسيا
يعد المدرب محمد زكريا ميدو واحدًا من الأسماء البارزة في مجال تطوير كرة القدم على مستوى الأكاديميات في آسيا، ولا سيما في سنغافورة، حيث ترك بصمة واضحة في بناء أجيال جديدة من اللاعبين الموهوبين، وأسهم في إرساء أسس التدريب الحديث الذي يجمع بين الجانب الفني، والتكتيكي، والذهني. امتدت رحلة محمد زكريا من ميادين اللعب إلى ميادين التدريب، فحوّل خبراته كلاعب محترف إلى رؤية متكاملة تسعى للنهوض بمستوى كرة القدم القاعدية والاحترافية في المنطقة.

من الملاعب المصرية إلى التجربة الآسيوية
بدأ محمد زكريا مسيرته كلاعب محترف في نادي المنصورة بمصر بين عامي 1998 و2001، ثم انتقل إلى نادي كهرباء طلخا حتى عام 2006. وفي عام 2008 خاض تجربة احترافية مع نادي وودلاندز ويلينغتون في سنغافورة، ثم انتقل في عام 2010 إلى نادي ميامي إف سي في الولايات المتحدة. هذه المسيرة المتنوعة منحته خبرة عالمية واسعة وفهماً عميقاً لاختلاف المدارس الكروية بين الشرق والغرب، وهو ما انعكس لاحقًا في أسلوبه التدريبي القائم على الدمج بين الانضباط الأوروبي والمهارة اللاتينية والروح الجماعية الآسيوية.
بناء منظومة تدريبية متكاملة
عندما بدأ محمد زكريا مسيرته التدريبية في آسيا، كان هدفه الأساسي هو رفع جودة التدريب في الأكاديميات وتأسيس بيئة احترافية لتنشئة اللاعبين الصغار. تولى مهام المدرب الرئيسي في كلية يونايتد وورلد في سنغافورة، حيث أسّس نظام تدريب يعتمد على التخطيط الدقيق، والمتابعة الفردية لكل لاعب، وتحليل الأداء باستخدام الأساليب الحديثة. ركّز على تعليم اللاعبين ليس فقط المهارات الفنية، بل أيضًا القيم السلوكية مثل الانضباط، التعاون، والالتزام، وهي عناصر يعتبرها جوهر النجاح الرياضي.
بصفته المدير الفني لأكاديمية يورو سوكر في سنغافورة، وضع محمد زكريا استراتيجية تطوير شاملة للأكاديمية، شملت تدريب المدربين المحليين، وتحسين جودة البرامج التدريبية، وتطبيق أساليب تحليل الأداء باستخدام الفيديو والإحصاءات. وقد ساهم هذا التوجه في رفع مستوى الأكاديمية لتصبح من بين أبرز المؤسسات الرياضية في المنطقة التي تُخرّج لاعبين مؤهلين للمنافسة في مستويات أعلى.
تطوير برامج الناشئين والتعليم الرياضي
يعرف محمد زكريا بشغفه الكبير بتطوير كرة القدم للناشئين، حيث عمل في مدرسة سنغافورة الأمريكية ضمن برنامج كرة القدم الابتدائية، ونجح في إنشاء بيئة تعليمية تجمع بين المتعة والانضباط. ساهم في إعداد مناهج تدريبية موجهة للفئات العمرية الصغيرة، تركّز على تنمية القدرات البدنية والعقلية للاعبين بطريقة متوازنة، مما جعل البرنامج نموذجًا يحتذى به في مدارس أخرى داخل سنغافورة وخارجها.
أما في أكاديمية كرة القدم الدولية، فقد تولّى مهمة المدرب الرئيسي، وعمل على بناء فرق قادرة على المنافسة من خلال اتباع نهج علمي في الإعداد البدني والتكتيكي، مستفيدًا من دراسته الأكاديمية في بكالوريوس التربية الرياضية من جامعة المنصورة، ومن حصوله على رخصة التدريب الآسيوية والأفريقية (AFC/CAF C) التي أضافت إلى خبرته أبعادًا احترافية في القيادة الرياضية.

بصمة مستدامة في تطوير كرة القدم الآسيوية
لم يقتصر تأثير محمد زكريا على تدريب اللاعبين فحسب، بل امتد إلى تأهيل المدربين الشباب من خلال ورش عمل ودورات تطويرية نظمها بالتعاون مع مؤسسات رياضية في سنغافورة. كان يؤمن بأن بناء منظومة كروية ناجحة يتطلب استثمارًا في العنصر البشري، لذلك ركّز على نقل خبراته إلى الجيل الجديد من المدربين، وتشجيعهم على الابتكار في طرق التدريب، واستخدام التكنولوجيا في التحليل والتخطيط.
كما لعب دورًا مهمًا في تعزيز ثقافة الاحتراف والانضباط داخل الأكاديميات، وهو ما انعكس في سلوك اللاعبين داخل وخارج الملعب. تحت إشرافه، تحوّلت الأكاديميات التي عمل بها إلى بيئات تعليمية متكاملة تُعنى بتنشئة اللاعب من جميع الجوانب: البدنية، الذهنية، التعليمية، والاجتماعية.