اللاعب والمدرب محمد زكريا ميدو
في عالم كرة القدم، تبرز أسماء قليلة استطاعت أن تترك بصمة واضحة سواء كلاعبين أو كمدربين ومن بين هذه الأسماء اللامعة يأتي اسم محمد زكريا ميدو كأحد الشخصيات الرياضية التي جمعت بين الموهبة الكروية والخبرة التدريبية، ليكون مثال يحتذى به في التميز والعطاء والانضباط.

البدايات: موهبة شابة تشق طريقها في الملاعب المصرية
ولد محمد زكريا ميدو ونشأ في مصر حيث بدأ شغفه بكرة القدم في سن مبكرة وبرزت موهبته بسرعة ليلتحق بنادي المنصورة عام 1998 وعلى مدار ثلاث سنوات ارتدى ميدو قميص الفريق وشارك في العديد من المباريات التي أثبتت جدارته وقدرته على تقديم مستويات عالية جعلته من الأسماء الواعدة في الساحة المحلية آنذاك.
في عام 2002 انتقل إلى نادي كهرباء طلخا حيث واصل تألقه واستمر في تقديم أداء مميز على مدار أربع سنوات أكسبته احترام زملائه ومدربيه كما أكسبته شهرة بين جماهير الكرة المحلية. كان لاعب يتمتع بفهم تكتيكي عالي وتحركات ذكية داخل الملعب ما جعله لاعب متعدد الاستخدامات في عدة مراكز.
الاحتراف الخارجي: رحلة عالمية في آسيا وأمريكا
بعد سنوات ناجحة في مصر انتقل محمد زكريا ميدو إلى مرحلة جديدة في مسيرته حيث خاض تجربة احترافية مميزة مع نادي وودلاندز ويلينغتون في سنغافورة (2008–2009). هذه التجربة فتحت له آفاق جديدة ومكنته من الاحتكاك بثقافات كروية مختلفة ما ساهم في توسيع رؤيته للعبة وتطوير قدراته.
وفي عام 2010 واصل مغامرته الدولية بالانضمام إلى نادي ميامي إف سي في الولايات المتحدة الأمريكية حيث لعب موسم مميز في دوري تنافسي ووسط بيئة احترافية عالية المستوى. تجربة أمريكا كانت محطة محورية في مسيرته حيث بدأ يفكر بجدية في مستقبل التدريب وكيف يمكنه استثمار تجربته كلاعب في تطوير الأجيال القادمة.
من الملاعب إلى دكة التدريب: ولادة المدرب المحترف
بعد اعتزاله اللعب لم يبتعد محمد زكريا ميدو عن الملاعب بل دخل عالم التدريب بكل شغف واستعداد ومع حصوله على بكالوريوس التربية الرياضية من جامعة المنصورة عام 2002 وتسلمه رخصة التدريب المعتمدة من CAF/AFC (الفئة C) بدأ مسيرته الجديدة كمدرب يحمل بين جنباته خبرة اللاعب ورؤية القائد.
شغل ميدو عدة مناصب تدريبية في سنغافورة حيث أثبت نفسه كأحد الكفاءات الفنية القادرة على تطوير اللاعبين وفقا لأحدث الأساليب العلمية. عمل كـ:
- المدرب الرئيسي في كلية يونايتد وورلد
- المدير الفني لأكاديمية يورو سوكر
- مدرب في مدرسة سنغافورة الأمريكية (برنامج كرة القدم الابتدائية)
- المدرب الرئيسي في أكاديمية كرة القدم الدولية
في كل محطة تدريبية حرص ميدو على بناء فريق متماسك وزرع مفاهيم الانضباط والتعاون والثقة بالنفس وكان يؤمن بأن تطوير المهارات لا يقتصر على الجانب البدني فقط بل يشمل الجوانب الفنية والنفسية والتكتيكية.

رؤية واضحة ونهج شامل لتطوير المواهب
يؤمن محمد زكريا ميدو أن كرة القدم ليست مجرد لعبة بل مدرسة للحياة وتعلم الالتزام والصبر والقيادة وهو يضع ضمن أولوياته تطوير برامج تدريبية شاملة تتناسب مع احتياجات كل لاعب بدءا من المبتدئين وصولا إلى المحترفين.
من بين المبادرات التي عمل عليها كانت برامج خاصة بكرة القدم للسيدات بالإضافة إلى خطط فردية لتأهيل اللاعبين نفسيا وبدنيا وهو ما جعله محط تقدير من قبل المؤسسات الرياضية التي تعاون معها.
كما يتابع تطور لاعبيه عبر تقييم ربع سنوي مما يعكس التزامه المستمر بتطوير الأداء وتحقيق أفضل النتائج للفريق ككل.