المدرب محمد زكريا ميدو ومسيرته التدريبية في سنغافورة وخارجها
تعد مسيرة المدرب محمد زكريا ميدو في عالم كرة القدم مثالًا حيًا على التميز والاحترافية التي تتجاوز حدود الوطن، فتاريخ عمله التدريبي لا يقتصر فقط على مصر بل يمتد إلى دول مثل سنغافورة والولايات المتحدة، حيث أثبت قدرته على التكيف مع بيئات مختلفة والتأقلم مع تحديات متنوعة في عالم التدريب الرياضي.

بداية الاحتراف والتأسيس في مصر
قبل أن يبدأ ميدو رحلته التدريبية الدولية، كانت له مسيرة كلاعب محترف في مصر، لعب خلالها مع أندية مثل نادي المنصورة وكهرباء طلخا. هذه التجربة كانت الأساس الذي بنى عليه معرفته العميقة بكرة القدم، مما أكسبه فهماً متكاملاً للجوانب الفنية والبدنية والنفسية للاعب، وهو ما كان نقطة انطلاقه في مجال التدريب.
بعد أن أنهى مشواره كلاعب، قرر محمد زكريا ميدو الانتقال إلى مجال التدريب، ليبدأ مشواره بشكل رسمي بحصوله على رخصة التدريب (AFC/CAF ‘C’) وبكالوريوس في التربية الرياضية، مؤهلات مكنته من خوض تجربة احترافية حقيقية.
نقلة نوعية إلى سنغافورة: تحديات وفرص
في سنغافورة، وجد ميدو بيئة تدريبية حديثة ومختلفة، حيث اتسعت آفاقه التدريبية وتنوعت مسؤولياته. عمل في عدة مواقع بارزة، منها:
-
المدرب الرئيسي في كلية يونايتد وورلد، حيث لم يقتصر دوره على تدريب الفرق فقط، بل شمل أيضًا تطوير البرامج الرياضية ودمج كرة القدم ضمن المناهج التعليمية بطريقة مبتكرة تساهم في تعزيز مهارات الطلاب الرياضية والشخصية.
-
في أكاديمية يورو سوكر، تولى منصب المدير الفني، وهو دور استراتيجي مكنه من الإشراف على تطوير اللاعبين من مختلف الأعمار، وتصميم خطط تدريب متقدمة تعتمد على أساليب علمية وتكتيكية حديثة. من خلال هذا المنصب، ساهم ميدو بشكل كبير في رفع مستوى الأكاديمية وسمعتها في الساحة الرياضية السنغافورية.
-
كما عمل كمدرب في المدرسة الأمريكية في سنغافورة (SAS)، حيث ركز على تدريب الفئات العمرية الصغيرة، معتمدًا على منهجيات تربوية تراعي النمو الذهني والجسدي للأطفال، مما يعكس حرصه على بناء جيل جديد من اللاعبين يمتلك الأسس السليمة منذ الصغر.
-
في أكاديمية كرة القدم الدولية، قام بدور رئيسي في اكتشاف المواهب الناشئة وصقل مهاراتهم، مع التركيز على تطوير الجوانب التكتيكية والبدنية، مؤكدًا على أهمية الانضباط والعمل الجماعي كأساس لبناء فريق متماسك.
فلسفة ميدو التدريبية: أكثر من مجرد تدريب كرة قدم
تتخطى فلسفة محمد زكريا ميدو التدريبية الجانب الفني لتشمل بناء شخصية اللاعب وقيمه. فهو يؤمن بأن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل وسيلة لبناء الإنسان. لذلك يركز في تدريبه على تعزيز الانضباط الذاتي، وروح التعاون، والاحترام بين اللاعبين، وهو ما يعزز من استقرار الفريق وقدرته على المنافسة في أصعب الظروف.
كما يولي اهتمامًا كبيرًا للاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة في التدريب، مستفيدًا من أدوات تحليل الأداء لتقييم اللاعبين بدقة وتطوير برامج تدريبية فردية، مما يضمن تقدم كل لاعب وفقًا لاحتياجاته وقدراته.

تجربة دولية متنوعة
لم تقتصر خبرة محمد زكريا ميدو على سنغافورة فقط، بل شملت أيضًا الولايات المتحدة حيث عمل مع نادي ميامي إف سي. في هذا المحيط الرياضي المختلف، تعلّم ميدو كيف يتعامل مع ثقافات مختلفة وينسق بين متطلبات التدريب وخصوصية اللاعبين في بيئات متعددة، مما أضاف لبصيرته التدريبية وأثر إيجابيًا على قدراته القيادية.
نجاحات وإنجازات
خلال مسيرته التدريبية، تمكن محمد زكريا ميدو من قيادة فرق لتحقيق نتائج مميزة، وحقق العديد من الجوائز والشهادات التي تعكس جودة عمله وتفانيه. كما نال احترام وتقدير المجتمع الرياضي في البلدان التي عمل بها، بفضل أسلوبه المتوازن بين الحزم والمرونة.